بسم الله الرحمن الرحیم

(مثل المؤمنین فی توادّهم وتراحمهم کمثل الجسد الواحد إذا اشتکى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).

أتقدم بتعازی إلى الإسلام، إلى جنود الإسلام، إلى الشعوب المظلومة المستضعفة، إلى المجاهدین فی إیران وأفغانستان، فی لبنان وفلسطین، وإلى کل إنسان یجاهد فی سبیل الحق الإلهی.

أتقدم بتعازی إلى النساء والرجال والأطفال، الذین خسروا أکبر خسارة فی التاریخ، خسارة عظیمة، خسارة ملیئة بالأسف، خسارة مخطوطة منذ أیام الأئمة الاثنی عشر..

حلم الأنبیاء رحل.. هذا الإنسان المؤمن، الجبّار، الشجاع، المخلص لإسلامه، المخلص لشعبه، المخلص لضمیره.

نعم أب هذه الثورة، الذی هو فخرنا، هذا الإمام الحبیب، الخمینی الکبیر، رحمة الله ورضوانه علیه.. نعم.. السماء ما زالت تبکی على هذا القائد المخلص.

ما زالت الملائکة تصرخ بالثأر لهذا الإمام.. لن ننساک أبداً.. لقد خجلت الشمس أن تشرق ذاک الیوم.. القمر بائساً سوف یذوب.. الأموات سوف تفسح لک الطریق.

لن یعیش أحد.. لن یضحک أحد.. ولن یتخلى عنک أحد.. لن ننسى أبداً الأیام المقدسة التی أمضیناها سویاً.. سوف نردّد أحادیثک فی کل زمان ومکان... سوف نتذکر شجاعتک فی کل موقف ضد العدو.

سوف نذکّر العالم بک یوم صلاته فی القدس الشریف، لذکراک سوف ندمّر کل شخص، جمهوریة أو أمة وقفت فی وجه الإسلام، إسلامک أنت ولیس إسلام أمیرکا.

سعداء هؤلاء الذین عرفوک.. سعداء هؤلاء الذین قلّدوا خطاک..

سعداء هؤلاء الذین کانوا یستمعون لکلامک..

وسعداء هؤلاء الذین رفعوا رایة الإسلام العزیز تحت جمهوریتک..

أیها الإمام العزیز..

إنی أعاهدک على  السیر فی طریقک النیر، وسوف أبقى تحت أوامر خلیفتک الامام لسید علی خامنئی.

أوامره ستکون أوامرک، تفکیره سوف یکون تفکیرک، نظراته سوف تکون نظراتک. لقد علمته شجاعتک، ونحن الآن جنوده مثلما أمرتنا.. لقد کنّا وأصبحنا وسوف نبقى لهذه الجمهوریة الإسلامیة، الجمهوریة الأولى لحضرة ابن الحسن المهدی (عج) ولی العصر والزمان.

أیها الإمام المهدی.. آه یا سیدی، یا مغیثی ومنقذی..

ألا ترى ما یحدث.. الشهداء الذین یتساقطون.

لقد تأهّب أعداؤنا.. وتکاثرت اللعنات الإلهیة..

والخسارة الکبرى التی کانت أملنا. إلى متى یا سیدی.. إلى متى سنصمد فی وجه العدو المجرم.

العجل.. العجل.. أیها المنقذ.. ارحمنا وأغثنا.. تعال لنجدتنا.. باسم هذا القائد الروحانی الراحل.. باسم الشهداء.. باسم المجاهدین.